الحسد والفرق بينه وبين الغبطة وعلاج الحسد

الحسد هو شعور عاطفي بتمني نعمة او ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين.

الحسد
الحسد

ما الفرق بين الحسد والغبطة؟

لغبطة: ان تتمنى ان يكون لك مثل ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره. وقد يجوز ان يسمى هذه منافسة ومنه قوله تعالى:” خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”

لكن  الغبطة هى أول درجة من درجات الحسد فينبغى على الانسان ان يعالج نفسه ولا يطلق لها العنان لان بين الغبطة والحسد شعرة.الحسد مرض نفسى يؤذى الحاسد وضرره على الحاسد أكبر من ضرره على المحسود غالباً. لذلك امرنا الله تعالى ان نتحصن ونستعيذ به من شر الحاسد.

 

مواضع ذكر الحسد في القرآن الكريم

1_ {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}  (البقرة،109)

2_ {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا. فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} (النساء،54_55)

3_ {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (الفتح، 15)

4_ {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (الفلق،4_5)

5_ {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة، 34) فامتناعه عن السجود كان في الأصل حسده لآدم؛ فقد رأى نفسه أولى بالتكريم من آدم

6_ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة، 27) فقتل ابن آدم لأخيه كان بسبب قبول قربان أخيه دونه، وهو الحسد بعينه.

7_ {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ } (يوسف،5) سيكيدون له لحسدهم إياه

8_ {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} (يوسف،8_9) والكيد الذي ذكره أبوهم تمثل باقتراح قتل يوسف ليخلوا لهم وجه أبيهم،ولا شك أن الدافع لهذا هو الحسد.

9_ {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ. وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف ،67_68) دخولهم من باب واحدة وهم عصبة وأبناء رجل واحد قد يؤدي إلى البغي عليهم حسدا لهم.

10_ {وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} ( القلم –51 ) فقد كانوا ينظرون إلى النبي نظرة الحسد لما اختصه الله تعالى من النبوة والوحي.

كيفية علاج الحسد:

 

فالمؤمن يسأل ربه العافية من الحاسدين والظالمين وجميع المجرمين، يسأل ربه العافية من جميع الشرور ومن شر الناس كما أوصاه الله بذلك قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] إلى آخرها؛ فيستعيذ بالله من شر الناس ومن شر الحاسدين، ومن شر كل ظالم.
والحاسد يبدأ بنفسه فيضرها، الحاسد يضر نفسه أولاً فإنه يصيبه من الهم والغم والتأذي بنعم الله على عباده ما يضر به نفسه نسأل الله العافية، وهو لا يضر المحسود بل يضر نفسه، ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في دواء الحسد: إذا حسدت فلا تحقق يعني لا تعمل عملاً يضر المحسود، فالإنسان إذا حسد فليتب إلى الله وليرجع عما في نفسه ولا يعمل ما يضر المحسود.
بعض الناس قد يحسد ولكن لا يكتفي بالحسد بل يسعى في ضرر المحسود يؤذيه بكلامه، أو بالسعي في إزالته عن وظيفته، أو السعي فيما يضر في نفسه وفي بدنه أو في دينه هذا من جهة الحسد، يجمع بين الحسد والظلم يظلمه زيادة على حسده إياه، إذا حسده على وظيفة أو على صحة أو على علم أو على غير ذلك سعى في إزالة هذه النعمة العظيمة، يسعى في إزالتها عن المحسود ظلمًا وعدوانًا نسأل الله العافية.
فطريق السلامة من ذلك أن تمنع نفسك من هذا، وأن تذكرها بالله وأن تعرض عن الحسد وتعلم أنه منكر عليك وأنه ظلم منك لعباد الله، واعتراض على الله ، هو الذي ينعم على عباده هو الذي قسم رزقه بين عباده فما الداعي إلى أن تحسد فلانًا؛ لأن الله أعطاه مالاً أو أعطاه علمًا أو أعطاه وظيفة مناسبة أو أعطاه غير ذلك مما أباح الله، لماذا تحسده؟! الله الذي قسم الأرزاق بين عباده ، فهذا اعتراض منك على ربك وسوء ظن منك بربك، فسل ربك العافية واحذر شر نفسك وشيطانك ونفسك الأمارة بالسوء، ولا تحقق حسدك بالظلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *